هذا المقال يأتيكم من خلال فريق العمل في مركز دكتور ماهر القمحاوي في الإسكندرية للتعرف على مضاعفات اختناق العصب وعوامل الخطر لما كثر عن هذا الموضوع من سؤال واستفسار في الفترة الأخيرة.
الأعصاب هي خطوط الاتصال الرئيسية بين الدماغ وبقية أعضاء الجسم، فهي التي تنقل الإشارات الحسية والحركية التي تمكّننا من الحركة والشعور بالألم أو الحرارة أو اللمس.
وعندما يتعرض أي عصب لضغط زائد أو انحشار داخل الأنسجة المحيطة به، يحدث ما يُعرف بـ”اختناق العصب”. هذه الحالة قد تبدو بسيطة في بدايتها، لكنها مع الوقت قد تؤدي إلى سلسلة من المشكلات الصحية التي يصعب تجاهلها.
إن فهم مضاعفات اختناق العصب خطوة أساسية نحو الوقاية والعلاج المبكر، لأن ترك المشكلة دون متابعة طبية قد يجعلها سببًا في آلام مزمنة أو حتى ضعف دائم في العضلات والأطراف.
ومن هنا تأتي أهمية الوعي بالمرض وعوامله وأعراضه، وهو ما نسلط الضوء عليه من خلال هذا المقال المقدم من مركز د. ماهر القمحاوي.
مضاعفات اختناق العصب وعوامل الخطر
مضاعفات اختناق العصب وعوامل الخطر المتعلقة بانضغاط العصب هي حالة تحدث عندما يتعرض العصب لضغط غير طبيعي من العظام أو الغضاريف أو الأنسجة المحيطة مثل العضلات أو الأوتار.
هذا الضغط يعيق انتقال الإشارات العصبية بشكل طبيعي، ما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الألم، التنميل، أو ضعف العضلات.
تتعدد أماكن حدوث مضاعفات اختناق العصب قد يظهر في:
- الرقبة: مثل اختناق الأعصاب العنقية الذي قد يسبب آلامًا تمتد إلى الكتف والذراع.
- أسفل الظهر: حيث يحدث ضغط على العصب الوركي فيما يعرف بعرق النسا.
- اليدين والمعصمين: مثل متلازمة النفق الرسغي التي تُعد من أشهر صور اختناق العصب.
- الأطراف السفلية: نتيجة الضغط على الأعصاب في منطقة الحوض أو الفخذ.
لماذا يحدث مضاعفات اختناق العصب
الأسباب متعددة، وغالبًا ما ترتبط بنمط الحياة أو ببعض الحالات المرضية. من أبرزها:
- الجلوس لفترات طويلة: خاصة أمام الكمبيوتر أو أثناء القيادة.
- الحركات المتكررة: مثل الكتابة أو استخدام الماوس باستمرار، ما يزيد الضغط على أعصاب اليد.
- الإصابات أو الحوادث: التي قد تسبب التهابات أو تورمًا يؤدي إلى الضغط على العصب.
- الانزلاق الغضروفي: الذي يضغط على الأعصاب المحيطة بالعمود الفقري.
- زيادة الوزن: ما يشكل ضغطًا إضافيًا على المفاصل والأنسجة المحيطة بالأعصاب.
- الأمراض المزمنة: مثل السكري الذي قد يؤدي إلى التهابات الأعصاب أو ضعفها.
مضاعفات اختناق العصب – لماذا لا يجب تجاهله؟
قد يعتقد البعض أن الألم أو التنميل الناتج عن مضاعفات اختناق العصب هو أمر مؤقت سيزول مع الراحة، لكن الحقيقة أن الإهمال قد يقود إلى مضاعفات اختناق العصب التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المريض، ومنها:
- الألم المزمن: الذي قد يستمر لأسابيع أو شهور ويؤثر على النوم والحياة اليومية.
- ضعف العضلات: نتيجة عدم وصول الإشارات العصبية بشكل كافٍ، ما يؤدي إلى صعوبة حمل الأشياء أو المشي لمسافات طويلة.
- فقدان الإحساس: حيث يفقد المريض القدرة على الشعور بالحرارة أو الألم في المنطقة المصابة، ما قد يعرضه للإصابات دون أن يدرك.
- تلف دائم في العصب: إذا استمر الضغط لفترة طويلة دون علاج.
- انخفاض جودة الحياة: بسبب الألم المستمر وصعوبة أداء الأنشطة اليومية البسيطة.

عوامل الخطر – من هم الأكثر عرضة لمضاعفات اختناق العصب
هناك فئات معينة أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات اختناق العصب وهم:
- العاملون في المكاتب: الذين يقضون ساعات طويلة أمام الكمبيوتر.
- العمال والمهنيون: ممن يقومون بحركات متكررة مثل الحياكة، الطباعة، أو رفع الأثقال.
- الأشخاص المصابون بالسمنة: حيث يشكل الوزن الزائد عبئًا إضافيًا على الأعصاب.
- المرضى كبار السن: نظرًا لزيادة فرص الإصابة بالانزلاق الغضروفي وتآكل الغضاريف.
- مرضى السكري: الذين يعانون من ضعف الأعصاب بشكل عام.
- النساء في منتصف العمر: خاصة مع التغيرات الهرمونية التي قد تؤثر على صحة الأنسجة المحيطة بالأعصاب.
كيف يمكن الوقاية من مضاعفات اختناق العصب؟
الوقاية دائمًا خير من العلاج، وهناك خطوات بسيطة تساعد في تقليل فرص الإصابة أو الحد من تطور المشكلة:
- الحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على المفاصل.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام خاصة تمارين تقوية العضلات.
- أخذ فترات راحة قصيرة أثناء العمل المكتبي أو الحركات المتكررة.
- استخدام معدات مريحة مثل الكرسي المناسب أو لوحة مفاتيح مريحة.
- تجنب رفع الأشياء الثقيلة بطريقة خاطئة.
- مراجعة الطبيب فور ظهور أي أعراض غير طبيعية مثل التنميل أو الألم المتكرر.
اختناق العصب ليس مجرد ألم عابر، بل مشكلة صحية قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم تُعالج بالشكل الصحيح.
الوعي بالأعراض المبكرة ومعرفة مضاعفات اختناق العصب وعوامل الخطر التي تزيد احتمالية الإصابة به، يمثلان خط الدفاع الأول لحماية صحتك.
مضاعفات اختناق العصب عند إهمال العلاج
إهمال علاج اختناق العصب لا يؤدي فقط إلى استمرار الألم أو الشعور المزعج، بل قد يتطور الأمر إلى عواقب صحية قد تؤثر بشكل مباشر على حياة المريض اليومية.
من أبرز مضاعفات اختناق العصب إذا ما تم إهمال العلاج:
1- ضعف دائم في العضلات
العصب المصاب يتحكم في عضلات محددة. فإذا استمر الضغط عليه لفترات طويلة، قد تتعرض هذه العضلات للضمور وفقدان القوة.
في البداية قد يشعر المريض بضعف عند الإمساك بالأشياء أو رفع الذراع أو المشي لمسافات طويلة، لكن مع الوقت قد يصبح الضعف دائمًا وصعب العلاج.
2- فقدان الإحساس في مناطق معينة
من المضاعفات الخطيرة لاختناق العصب هو فقدان الإحساس الجزئي أو الكلي في المنطقة التي يغذيها العصب. على سبيل المثال:
- في حالة اختناق العصب الرسغي قد يفقد المريض الإحساس بأصابع اليد.
- أما في حالة اختناق الأعصاب في العمود الفقري، فقد يفقد المريض الإحساس في الساقين أو القدمين.
هذا الفقدان للإحساس لا يسبب فقط إزعاجًا، بل يزيد من خطورة الإصابات؛ فقد يتعرض المريض لحرق أو جرح دون أن يشعر به.
3- صعوبة الحركة والإعاقة الجزئية
إذا لم يتم التدخل الطبي في الوقت المناسب، قد يؤدي اختناق العصب إلى صعوبة في الحركة، سواء كانت حركة اليدين أو القدمين أو حتى العمود الفقري.
هذه الصعوبة قد تحد من قدرة المريض على ممارسة أنشطته اليومية، وقد تصل إلى مرحلة الإعاقة الجزئية.
4- آلام مزمنة
قد يتحول الألم الناتج عن اختناق العصب من عرض مؤقت إلى حالة مزمنة يصعب السيطرة عليها، حتى مع استخدام المسكنات.
الألم المزمن يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، وقد يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل التوتر والقلق والاكتئاب.
5- الحاجة إلى تدخل جراحي
في الحالات المتأخرة، ومع تفاقم الأعراض، قد لا تجدي الطرق العلاجية التحفظية (مثل العلاج الطبيعي أو الأدوية)، ويصبح التدخل الجراحي هو الحل الأخير لإزالة الضغط عن العصب.
عوامل الخطر التي تزيد احتمالية الإصابة باختناق العصب
ليس كل الناس معرضين بنفس الدرجة للإصابة باختناق العصب، فهناك عوامل خطر تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم.
من بين هذه العوامل:
1- العمر
مع التقدم في العمر، تزداد احتمالية الإصابة باختناق الأعصاب بسبب التغيرات الطبيعية في العمود الفقري والمفاصل، مثل تآكل الغضاريف أو ظهور النتوءات العظمية.
2- طبيعة العمل
الأشخاص الذين يعملون في مهن تتطلب تكرار نفس الحركات لفترات طويلة، مثل استخدام الكمبيوتر، الأعمال اليدوية، أو حمل الأوزان الثقيلة، أكثر عرضة للإصابة باختناق العصب.
3- السمنة وزيادة الوزن
زيادة الوزن تضع ضغطًا إضافيًا على المفاصل والعمود الفقري، مما يزيد من احتمالية تعرض الأعصاب للاختناق.
4- الأمراض المزمنة
بعض الأمراض مثل السكري والتهابات المفاصل قد تضعف الأعصاب أو تزيد من قابليتها للاختناق.
5- الوراثة
هناك بعض الحالات التي ترتبط بالعوامل الوراثية، حيث قد يكون بعض الأشخاص لديهم استعداد أكبر للإصابة بمشاكل الأعصاب.
6- نمط الحياة وقلة النشاط
الجلوس لفترات طويلة، وعدم ممارسة الرياضة، وسوء التغذية، كلها عوامل تساهم في زيادة خطورة التعرض لاختناق العصب.
كيف يمكن تقليل هذه المضاعفات وعوامل الخطر؟
من الجيد أن نعرف أن مضاعفات اختناق العصب ليست أمرًا حتميًا، بل يمكن تقليلها أو تجنبها من خلال:
- التشخيص المبكر وزيارة الطبيب عند ظهور الأعراض.
- اتباع نمط حياة صحي يشمل ممارسة الرياضة بانتظام.
- الحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على العمود الفقري والمفاصل.
- تجنب الحركات المتكررة أو الوضعيات الخاطئة لفترات طويلة.
- الالتزام بالعلاج الموصوف من الطبيب وعدم إهمال الجلسات العلاجية.
للمزيد عن مركز دكتور ماهر القمحاوي وعلاج مضاعفات اختناق العصب والتعرف على عوامل الخطر
مضاعفات اختناق العصب ليست بسيطة، فهي تبدأ بآلام ووخز وتنتهي بضعف عضلي أو فقدان إحساس أو حتى إعاقة ولكن الخبر الجيد أن هذه المضاعفات يمكن تفاديها إذا تمت متابعة الحالة مع طبيب مختص في وقت مبكر.
كيف يتم تشخيص اختناق العصب؟
تشخيص مضاعفات اختناق العصب عملية لا تقتصر على معرفة الأعراض فقط، بل تتطلب دمج المعلومات السريرية مع الفحوصات الطبية لتحديد العصب المصاب ودرجة الضغط عليه.
وتشمل خطوات التشخيص:
1- الفحص السريري
يقوم الطبيب بفحص المريض بشكل مباشر، حيث يختبر ردود الأفعال العصبية، قوة العضلات، ومدى الإحساس في المناطق المصابة.
2- اختبارات التوصيل العصبي
تُستخدم هذه الاختبارات لقياس سرعة الإشارات العصبية عبر الأعصاب، وهو ما يساعد على تحديد وجود خلل أو بطء ناتج عن الضغط.
3- تخطيط العضلات (EMG)
يتم من خلاله قياس النشاط الكهربائي للعضلات لمعرفة ما إذا كانت تتأثر بضغط على الأعصاب.
4- التصوير الطبي
- الأشعة السينية للكشف عن مشكلات العظام مثل النتوءات العظمية.
- الرنين المغناطيسي (MRI) وهو أدق الفحوصات لتوضيح وضع الأعصاب والغضاريف والأنسجة المحيطة.
- الأشعة المقطعية (CT scan) لتوضيح تراكيب العمود الفقري والمفاصل بشكل تفصيلي.
طرق علاج اختناق العصب
العلاج يعتمد على شدة الأعراض ومرحلة تطور الحالة.
وفي الغالب يبدأ الطبيب بالطرق التحفظية قبل التفكير في التدخلات الجراحية.
1- العلاج التحفظي
- الراحة وتغيير نمط الحياة: تجنب الأنشطة التي تزيد الضغط على العصب.
- الأدوية: مثل مضادات الالتهابات، المسكنات، أو أدوية ارتخاء العضلات.
- العلاج الطبيعي: يتضمن تمارين معينة تساعد على تقوية العضلات وتخفيف الضغط عن العصب.
- الدعامات والأجهزة المساعدة: مثل جبيرة المعصم في حالة اختناق العصب الرسغي.
2- الحقن الموضعية
في بعض الحالات، قد يلجأ الطبيب إلى الحقن بالكورتيزون لتقليل الالتهاب حول العصب وتخفيف الأعراض.
3- التدخل الجراحي
إذا لم تُجد الطرق التحفظية نفعًا، أو كانت الأعراض شديدة ومستمرة، فقد يكون الحل هو الجراحة. تهدف العملية إلى إزالة الضغط عن العصب من خلال إزالة جزء من العظم أو النسيج الذي يسبب الانضغاط.

إذا كنت تعاني من أعراض تشبه مضاعفات اختناق العصب أو لديك تساؤلات حول حالتك، لا تتردد في التواصل معنا لحجز استشارة طبية والحصول على التشخيص والعلاج المناسب. صحتك تستحق أن تبدأ رحلتك نحو التعافي بأيدٍ خبيرة ورعاية متكاملة.
الأسئلة الشائعة حول مضاعفات اختناق العصب
هل يشفى اختناق العصب بدون جراحة؟
نعم، في كثير من الحالات يتحسن المريض مع العلاج التحفظي والالتزام بإرشادات الطبيب، خاصة إذا تم التشخيص مبكرًا.
هل يمكن أن يعود اختناق العصب بعد العلاج؟
من الممكن عودة الأعراض إذا لم يتم تغيير نمط الحياة أو لم يُعالج السبب الرئيسي، مثل الوزن الزائد أو طبيعة العمل المرهقة.
كم يستغرق التعافي من اختناق العصب؟
تختلف فترة التعافي من شخص لآخر، لكنها قد تتراوح بين أسابيع قليلة إلى عدة أشهر حسب شدة الحالة وطريقة العلاج.
هل ممارسة الرياضة مفيدة في علاج اختناق العصب؟
نعم، الرياضة المعتدلة وتمارين العلاج الطبيعي تساعد في تقوية العضلات وتقليل الضغط على الأعصاب، لكن يجب أن تكون تحت إشراف متخصص.
اختناق العصب حالة شائعة لكنها قد تصبح معقدة إذا لم يتم التعامل معها بشكل سليم. التشخيص المبكر، اتباع العلاج المناسب، وتجنب عوامل الخطر، كلها خطوات أساسية للحفاظ على صحة الأعصاب وجودة الحياة.
في مركز دكتور ماهر القمحاوي، نحن نحرص على تقديم أحدث طرق التشخيص والعلاج لحالات اختناق العصب، مع متابعة دقيقة لحالة كل مريض وخطة علاجية مخصصة تناسب احتياجاته.
بيانات التواصل مع د. ماهر القمحاوي للمزيد عن مضاعفات اختناق العصب وعوامل الخطر
عنوان العيادة: 1 شارع مسجد سيدى بشر امام مبنى حي المنتزة اعلى كافيتريا كناري سيدي بشر بحري – الاسكندرية
رقم الهاتف: 01092266656
رقم إضافي للحجز والاستفسار: 035545453
مواعيد العمل: يوميًا من الساعة 4 عصرًا حتى 10 مساءً (عدا الجمعة)
خدمة الحجز المسبق متاحة عبر الاتصال الهاتفي أو الواتساب “01098201845“.
احجز موعدك اليوم وابدأ رحلة علاج آمنة تماما بداية من التعرف على مضاعفات اختناق العصب وعوامل الخطر مع أفضل دكتور عظام متمرس صاحب خبرة